طباعة |
الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
روى الإمام البخاري عَنْ عُرْوَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ أَعْطَاهُ دِينَارَاً يَشْتَرِي لَهُ بِهِ شَاةً، فَاشْتَرَى لَهُ بِهِ شَاتَيْنِ، فَبَاعَ إِحْدَاهُمَا بِدِينَارٍ، وَجَاءَهُ بِدِينَارٍ وَشَاةٍ، فَدَعَا لَهُ بِالْبَرَكَةِ فِي بَيْعِهِ، وَكَانَ لَوِ اشْتَرَى التُّرَابَ لَرَبِحَ فِيهِ.
فَسَيِّدُنَا عُرْوَةُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ كَانَ وَكِيلَاً للنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ في الشِّرَاءِ، فَاسْتَطَاعَ أَنْ يَرْبَحَ في بَيْعِهِ وَشِرَائِهِ، وَكَانَ الرَّبْحُ لِسَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، لِأَنَّهُ لَو كَانَ الزَّائِدُ حَقَّاً لِسَيِّدِنَا عُرْوَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، لَمْ يَأْخُذْهُ سَيِّدُنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ.
وبناء على ذلك:
فَإِذَا كَانَ صَدِيقُكَ حَدَّدَ لَكَ ثَمَنَ البَيْتِ، وَبِعْتَهُ أَنْتَ بِأَكْثَرَ مِمَّا حَدَّدَهُ لَكَ فَالبَيْعُ صَحِيحٌ، وَالزِّيَادَةُ تَكُونُ لِصَدِيقِكَ وَلَيْسَتْ لَكَ، وَلَا يَجُوزُ لَكَ أَنْ تَأْخُذَ الزِّيَادَةَ، إِلَّا إِذَا صَرَّحْتَ لَهُ بِذَلِكَ، وَسَامَحَكَ بِالزِّيَادَةِ فَتَأْخُذُهَا حَلَالَاً، وَإِلَّا فَهِيَ حَرَامٌ عَلَيْكَ. هذا، والله تعالى أعلم.
جميع الحقوق محفوظة © 2025 https://www.naasan.net/print.ph/ |