طباعة |
الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فَعَمَلِيَّةُ شَدِّ البَطْنِ إِذَا كَانَ بِالدَّوَاءِ وَالعَقَاقِيرِ، وَكَانَ ذَلِكَ لَا يُؤْذِي جَسَدَ المَرْأَةِ، فَلَا حَرَجَ فِيهِ إنْ شَاءَ اللهُ تعالى.
وَأَمَّا إِذَا كَانَ بِالعَمَلِ الجِرَاحِيِّ فَيُنْظَرُ؛ إِذَا كَانَ التَّرَهُّلُ (الاسْتِرْخَاءُ في الِجلدِ) بَسِيطَاً وَعَادِيَّاً وَمَقْبُولَاً فَلَا يَجُوزُ إِجْرَاءُ العَمَلِ الجِرَاحِيِّ في شَدِّهِ، لِأَنَّ هَذَا الأَمْرَ يَنْدَرِجُ تَحْتَ قَوْلِهِ تعالى: ﴿وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللهِ وَمَنْ يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيَّاً مِنْ دُونِ اللهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَانَاً مُبِينَاً﴾.
وَتَحْتَ الحَدِيثِ الـشَّرِيفِ الذي رواه الشيخان عَنْ عَبْدِ اللهِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: لَعَنَ اللهُ الْوَاشِمَاتِ وَالمُسْتَوْشِمَاتِ، وَالنَّامِصَاتِ وَالمُتَنَمِّصَاتِ، وَالمُتَفَلِّجَاتِ لِلْحُسْنِ المُغَيِّرَاتِ خَلْقَ اللهِ.
وَالأَسْوَأُ حَالَاً إِذَا كَانَ الذي سَيُجْرِي العَمَلِيَّةَ رَجُلَاً، وَفِي ذَلِكَ كَشْفٌ للعَوْرَةِ بِدُونِ ضَرُورَةٍ وَلَا حَاجَةٍ.
وَأَمَّا إِذَا كَانَ التَّرَهُّلُ شَدِيدَاً، وَمُؤْذِيَاً، وَمُلْفِتَاً للنَّظَرِ، وَمُنَفِّرَاً للزَّوْجِ، فَلَا حَرَجَ حِينَ ذَلِكَ بِالقِيَامِ بِعَمَلِيَّةٍ جِرَاحِيَّةٍ لِشَدِّ البَطْنِ، وَلْتَقُمْ بِالعَمَلِيَّةِ طَبِيبَةٌ إِنْ وُجِدَتْ، وَإِلَّا فَرَجُلٌ مَعَ الاحْتِرَازِ مِنَ الخَلْوَةِ بِالمَرِيضَةِ، وَمُرَاعَاةِ الشُّرُوطِ.
وبناء على ذلك:
فَالأَصْلُ في القِيَامِ بِالعَمَلِيَّةِ الجِرَاحِيَّةِ لِشَدِّ البَطْنِ لَا يَجُوزُ، لِمَا فِيهِ مِنْ تَغْيِيرٍ لِخَلْقِ اللهِ تعالى، وَكَشْفٍ للعَوْرَةِ مِنْ غَيْرِ ضَرُورَةٍ، وَأَمَّا إِذَا كَانَ لِضَرُورَةٍ مُلِحَّةٍ فَلَا حَرَجَ في ذَلِكَ إِنْ شَاءَ اللهُ تعالى، مَعَ مُرَاعَاةِ الشُّرُوطِ. هذا، والله تعالى أعلم.
جميع الحقوق محفوظة © 2025 https://www.naasan.net/print.ph/ |