طباعة |
الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فَقَدْ ذَهَبَ جُمْهُورُ الفُقَهَاءُ إلى أَنَّ المَاءَ الكَثِيرَ يَطْهُرُ إِذَا زَالَ تَغَيُّرُهُ بِنَفْسِهِ، أَو بِإِضَافَةِ مَاءٍ طَهُورٍ عَلَيْهِ، أَو زَالَ تَغَيُّرُهُ بِطُولِ مُكْثٍ، أَو تَأْثِيرِ شَمْسٍ وَمُرُورِ رِيَاحٍ عَلَيْهِ.
وبناء على ذلك:
فَالمِيَاهُ الُمعَالَجَةُ مِيَاهُ الصَّرْفِ الصِّحِّيِّ إِذَا زَالَتْ مِنْهَا النَّجَاسَةُ تَمَامَاً، وَلَمْ يَبْقَ للنَّجَاسَةِ أَثَرٌ في المَاءِ، وَلَا في لَوْنِهِ، وَلَا في طَعْمِهِ، وَلَا في رِيحِهِ، فَإِنَّهَا تَعُودُ إلى أَصْلِهَا، وَهِيَ الطَّهُورِيَّةُ، فَيَصِحُّ الوُضُوءُ وَالغُسْلُ مِنْهَا، كَمَا يَجُوزُ شُرْبُهَا.
وَالأَوْلَى اجْتِنَابُهَا اكْتِفَاءً بالمِيَاهِ الأُخْرَى الصَّالِحَةِ، لِأَنَّ النَّفْسَ تَعَافُ تِلْكَ المِيَاهَ وَتَسْتَقْذِرُهَا، وَلَكِنْ إِذَا كَانَ اسْتِخْدَامُهَا للضَّرُورَةِ فَلَا حَرَجَ فِيهَا. هذا، والله تعالى أعلم.
جميع الحقوق محفوظة © 2025 https://www.naasan.net/print.ph/ |