طباعة |
الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فَعِنْدَمَا وَكَّلْتَ صَدِيقَكَ بِصَرْفِ العُمْلَةِ الأَجْنَبِيَّةِ بِالعُمْلَةِ السُّورِيَّةِ، وَقَامَ بِالصِّرَافَةِ مِنْ رَجُلٍ آخَرَ لَا مِنْ نَفْسِهِ، صَحَّتِ الصِّرَافَةُ، وَتَصَرُّفُهُ هُوَ تَصَرُّفُ الأَصِيلِ.
أَمَّا إِذَا صَرَفَ مِنْ مَالِ نَفْسِهِ، بِحَيْثُ كَانَ هُوَ الوَكِيلُ عَنْكَ في البَيْعِ، وَالأَصِيلُ عَنْ نَفْسِهِ في الشِّرَاءِ، فَهَذَا لَا يَجُوزُ، لِوُجُودِ التَّعَدُّدِ في عَقْدِ البَيْعِ. هذا أولاً.
ثانياً: الغَبْنُ مُحَرَّمٌ شَرْعَاً، لِمَا فِيهِ مِنَ الخِدَاعِ وَالنَّقْصِ وَبَخْسِ النَّاسِ أَشْيَاءَهُمْ.
وَذَكَرَ الفُقَهَاءُ أَنَّ الغَبْنَ عَلَى نَوْعَيْنِ، غَبْنٌ يَسِيرٌ، وَغَبْنٌ فَاحِشٌ، وَالغَبْنُ اليَسِيرُ مَا يَدْخُلُ تَحْتَ تَقْوِيمِ المُقَوِّمِينَ، وَالفَاحِشُ مَا لَا يَدْخُلُ تَحْتَ تَقْوِيمِ المُقَوِّمِينَ.
وبناء على ذلك:
فَإِذَا صَرَفَ صَدِيقُكَ العُمْلَةَ الأَجْنَبِيَّةَ بِالعُمْلَةِ السُّورِيَّةِ، وَكَانَ فِيهَا غَبْنٌ يَسِيرٌ، فَلَا يَحِقُّ لَكَ المُطَالَبَةُ، وَأَمَّا إِذَا كَانَ الغَبْنُ فَاحِشَاً وَجَبَ عَلَيْهِ أَنْ يَضْمَنَ الفَارِقَ. هذا، والله تعالى أعلم.
جميع الحقوق محفوظة © 2024 https://www.naasan.net/print.ph/ |