طباعة |
الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
أولاً: وَرَدَت أَحَادِيثُ كَثِيرَةٌ في فَضْلِ سُورَةِ الإِخلاصِ، وأنَّهَا تَعْدِلُ ثُلُثَ القُرآنِ، مِنهَا:
ما رواه الإمام البخاري عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ، أَنَّ رَجُلاً سَمِعَ رَجُلاً يَقْرَأُ: قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ، يُرَدِّدُهَا.
فَلَمَّا أَصْبَحَ جَاءَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، فَذَكَرَ لَهُ ذَلِكَ، وَكَأَنَّ الرَّجُلَ يَتَقَالُّهَا.
فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، إِنَّهَا لَتَعْدِلُ ثُلُثَ الْقُرْآنِ».
وما رواه الإمام مسلم عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ، عَن النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «أَيَعْجِزُ أَحَدُكُمْ أَنْ يَقْرَأَ فِي لَيْلَةٍ ثُلُثَ الْقُرْآنِ؟»
قَالُوا: وَكَيْفَ يَقْرَأْ ثُلُثَ الْقُرْآنِ؟
قَالَ: «قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ تَعْدِلُ ثُلُثَ الْقُرْآنِ».
ثانياً: ذَكَرَ الفُقَهَاءُ بأَنَّهُ من فَضْلِ اللهِ تعالى على خَلْقِهِ أَنَّهُ يَزِيدُ في أَجْرِ الأَعمَالِ الصَّالِحَةِ اليَسِيرَةِ، مِثلُ قِرَاءَةِ سُورَةِ الإِخلاصِ أَجْرُ قِرَاءَتُهَا يَعْدِلُ أَجْرَ قِرَاءَةِ ثُلُثِ الْقُرْآنِ، والصَّلاةُ الوَاحِدَةُ في الحَرَمِ المَكِّيِّ يَعْدِلُ أَجْرُهَا بِمِئَةِ أَلفِ صَلاةٍ فِيمَا سِوَاهُ.
وبناء على ذلك:
فَقِرَاءَةُ سُورَةِ الإِخلاصِ بِإِخلاصٍ تَعْدِلُ من حَيثُ الجَزَاءُ على تِلاوَتِهَا ثُلُثَ الْقُرْآنِ، ولكن لا يَعنِي هذا أنَّ قَارِئَهَا قَرَأَ ثُلُثَ القُرآنِ، كَمَا أَنَّهُ من صَلَّى في الحَرَمِ المَكِّيِّ صَلاةً وَاحِدَةً لَهُ أَجْرُ مِئَةِ أَلفِ صَلاةٍ، لا يَعنِي أنَّهُ صَلَّى مِئَةَ أَلفِ صَلاةٍ؛ فالجَزَاءُ غَيرُ الإجْزَاءِ. هذا، والله تعالى أعلم.
جميع الحقوق محفوظة © 2024 https://www.naasan.net/print.ph/ |