8ـ أسماء الله تعالى الحسنى: اسم الله تعالى الجبار

 

 أسماء الله تعالى الحسنى وأثرها في المؤمن

8ـ اسم الله تعالى الجبار

مقدمة الكلمة:

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فيا أيُّها الإخوة الكرام: من أَسْمَاءِ اللهِ تعالى الحُسْنَى الجَبَّارُ، قَالَ تعالى: ﴿هُوَ اللهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ المُهَيْمِنُ العَزِيزُ الجَبَّارُ﴾. هذا الاسْمُ العَظِيمُ المُبَارَكُ لَمْ يَرِدْ في القُرْآنِ العَظِيمِ إلا مَرَّةً وَاحِدَةً في هذهِ الآيَةِ الكَرِيمَةِ، الذي هوَ من أَسْمَائِهِ تعالى وصِفَاتِهِ.

ومَعْنَى الجَبَّارِ: هوَ العَالِي الذي لا يُنَالُ، والقَوِيُّ الذي لا يَضْعُفُ.

ومن مَعَانِي هذا الاسْمِ المُبَارَكِ أَنَّهُ يَجْبُرُ العَثَرَاتِ، فاللهُ تعالى جَبَّارُ الخَلائِقِ المُحْتَاجَةِ إِلَيهِ، فَيَجْبُرُ الفَقِيرَ بالغِنَى، والمَرِيضَ بالصِّحَّةِ، والخَيْبَةَ والغِلَّ بالتَّوْفِيقِ والسَّدَادِ والأَمَلِ، والخَوْفَ والحُزْنَ بالأَمْنِ والاطْمِئْنَانِ.

صِفَةُ الجَبَّارِ للهِ تعالى فَقَط:

أيُّها الإخوة الكرام: اِسْمُ اللهِ تعالى الجَبَّارِ يَدُلُّ على ذَاتِ اللهِ تعالى، وعلى صِفَةِ الجَبَرُوتِ بِدَلالَةِ المُطَابَقَةِ.

فالجَبَّارُ هوَ المُتَّصِفُ بالجَبَرُوتِ، روى الإمام أحمد وأبو داود عَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ الْأَشْجَعِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وعَلَى آلِهِ وصَحْبِهِ وسَلَّمَ فِي رُكُوعِهِ: «سُبْحَانَ ذِي الْجَبَرُوتِ وَالْمَلَكُوتِ وَالْكِبْرِيَاءِ وَالْعَظَمَةِ».

واسْمُ اللهِ تعالى الجَبَّارُ وَرَدَ في الأَحَادِيثِ الشَّرِيفَةِ، من هذهِ الأَحَادِيثِ الشَّرِيفَةِ:

ما رواه الشيخان عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وعَلَى آلِهِ وصَحْبِهِ وسَلَّمَ: «تَكُونُ الْأَرْضُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ خُبْزَةً وَاحِدَةً يَتَكَفَّؤُهَا الْجَبَّارُ بِيَدِهِ ـ أي: يُقَلِّبُهَا وَيُمِيلُها ـ كَمَا يَكْفَأُ أَحَدُكُمْ خُبْزَتَهُ فِي السَّفَرِ نُزُلَاً لِأَهْلِ الْجَنَّةِ».

وروى الإمام البخاري عَنْ أَبِي سَعِيدٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وعَلَى آلِهِ وصَحْبِهِ وسَلَّمَ يَقُولُ: «فَيَأْتِيهِمُ الْجَبَّارُ فِي صُورَةٍ غَيْرِ صُورَتِهِ الَّتِي رَأَوْهُ فِيهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ، فَيَقُولُ: أَنَا رَبُّكُمْ.

فَيَقُولُونَ: أَنْتَ رَبُّنَا؟

فَلَا يُكَلِّمُهُ إِلَّا الْأَنْبِيَاءُ، فَيَقُولُ: هَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُ آيَةٌ تَعْرِفُونَهُ؟

فَيَقُولُونَ: السَّاقُ؛ فَيَكْشِفُ عَنْ سَاقِهِ فَيَسْجُدُ لَهُ كُلُّ مُؤْمِنٍ، وَيَبْقَى مَنْ كَانَ يَسْجُدُ للهِ رِيَاءً وَسُمْعَةً فَيَذْهَبُ كَيْمَا يَسْجُدَ، فَيَعُودُ ظَهْرُهُ طَبَقَاً وَاحِدَاً».

وروى كذلكَ عَن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَالَ: لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وعَلَى آلِهِ وصَحْبِهِ وسَلَّمَ: «ثُمَّ هَبَطَ حَتَّى بَلَغَ مُوسَى، فَاحْتَبَسَهُ مُوسَى فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ، مَاذَا عَهِدَ إِلَيْكَ رَبُّكَ؟

قَالَ: عَهِدَ إِلَيَّ خَمْسِينَ صَلَاةً كُلَّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ.

قَالَ: إِنَّ أُمَّتَكَ لَا تَسْتَطِيعُ ذَلِكَ فَارْجِعْ فَلْيُخَفِّفْ عَنْكَ رَبُّكَ وَعَنْهُمْ.

فَالْتَفَتَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وعَلَى آلِهِ وصَحْبِهِ وسَلَّمَ إِلَى جِبْرِيلَ كَأَنَّهُ يَسْتَشِيرُهُ فِي ذَلِكَ، فَأَشَارَ إِلَيْهِ جِبْرِيلُ أَنْ نَعَمْ إِنْ شِئْتَ، فَعَلَا بِهِ إِلَى الْجَبَّارِ فَقَالَ وَهُوَ مَكَانَهُ: يَا رَبِّ، خَفِّفْ عَنَّا، فَإِنَّ أُمَّتِي لَا تَسْتَطِيعُ هَذَا».

وروى أبو داود عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَالَ: لَقِيَتْهُ امْرَأَةٌ وَجَدَ مِنْهَا رِيحَ الطِّيبِ يَنْفَحُ، وَلِذَيْلِهَا إِعْصَارٌ، فَقَالَ: يَا أَمَةَ الْجَبَّارِ، جِئْتِ مِن الْمَسْجِدِ؟

قَالَتْ: نَعَمْ.

قَالَ: وَلَهُ تَطَيَّبْتِ؟

قَالَتْ: نَعَمْ.

قَالَ: إِنِّي سَمِعْتُ حِبِّي أَبَا الْقَاسِمِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وعَلَى آلِهِ وصَحْبِهِ وسَلَّمَ يَقُولُ: «لَا تُقْبَلُ صَلَاةٌ لِامْرَأَةٍ تَطَيَّبَتْ لِهَذَا الْمَسْجِدِ حَتَّى تَرْجِعَ فَتَغْتَسِلَ غُسْلَهَا مِن الْجَنَابَةِ».

وروى الإمام البخاري عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ، عن النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وعَلَى آلِهِ وصَحْبِهِ وسَلَّمَ قَالَ: «فَيَشْفَعُ النَّبِيُّونَ وَالْمَلَائِكَةُ وَالْمُؤْمِنُونَ، فَيَقُولُ الْجَبَّارُ: بَقِيَتْ شَفَاعَتِي، فَيَقْبِضُ قَبْضَةً مِن النَّارِ، فَيُخْرِجُ أَقْوَامَاً قَدْ امْتُحِشُوا ـ اِحْتَرَقُوا ـ فَيُلْقَوْنَ فِي نَهَرٍ بِأَفْوَاهِ الْجَنَّةِ يُقَالُ لَهُ مَاءُ الْحَيَاةِ، فَيَنْبُتُونَ فِي حَافَتَيْهِ كَمَا تَنْبُتُ الْحِبَّةُ ـ بِزُورُ الْبُقُولِ وَحِبُّ الرَّيَاحِينِ ـ فِي حَمِيلِ السَّيْلِ ـ أَيْ: فِيمَا يَحْمِلهُ السَّيْل ـ».

صِفَةُ الجَبَّارِ في الإِنسَانِ نَقْصٌ:

أيُّها الإخوة الكرام: من مَعَانِي كَلِمَةِ الجَبَّارِ العَظَمَةُ والكِبْرِيَاءُ، وهوَ في حَقِّ اللهِ تعالى وَصْفٌ مَحْمُودٌ من مَعَانِي الكَمَالِ، وفي حَقِّ العِبَادِ وَصْفٌ مَذْمُومٌ من مَعَانِي النَّقْصِ، فالكِبْرُ ولَو بِذَرَّةٍ مَذْمُومٌ مَرْفُوضٌ، قَالَ تعالى: ﴿الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِ اللهِ بِغَيْرِ سُلْطَانٍ أَتَاهُمْ كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللهِ وَعِنْدَ الَّذِينَ آمَنُوا كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللهُ عَلَى كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ﴾. وقَالَ تعالى: ﴿وَاسْتَفْتَحُوا وَخَابَ كُلُّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ﴾. وقَالَ تعالى: ﴿وَتِلْكَ عَادٌ جَحَدُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ وَعَصَوْا رُسُلَهُ وَاتَّبَعُوا أَمْرَ كُلِّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ﴾.

وروى الإمام مسلم عَنْ عَبْدِ اللهِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ، عَن النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وعَلَى آلِهِ وصَحْبِهِ وسَلَّمَ قَالَ: «لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ مِنْ كِبْرٍ».

وروى الترمذي عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ عُمَيْسٍ الْخَثْعَمِيَّةِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وعَلَى آلِهِ وصَحْبِهِ وسَلَّمَ يَقُولُ: «بِئْسَ الْعَبْدُ عَبْدٌ تَخَيَّلَ وَاخْتَالَ وَنَسِيَ الْكَبِيرَ الْمُتَعَالِ، بِئْسَ الْعَبْدُ عَبْدٌ تَجَبَّرَ وَاعْتَدَى وَنَسِيَ الْجَبَّارَ الْأَعْلَى، بِئْسَ الْعَبْدُ عَبْدٌ سَهَا وَلَهَا وَنَسِيَ الْمَقَابِرَ وَالْبِلَى، بِئْسَ الْعَبْدُ عَبْدٌ عَتَا وَطَغَى وَنَسِيَ الْمُبْتَدَا وَالْمُنْتَهَى، بِئْسَ الْعَبْدُ عَبْدٌ يَخْتِلُ الدُّنْيَا بِالدِّينِ، بِئْسَ الْعَبْدُ عَبْدٌ يَخْتِلُ الدِّينَ بِالشُّبُهَاتِ، بِئْسَ الْعَبْدُ عَبْدٌ طَمَعٌ يَقُودُهُ، بِئْسَ الْعَبْدُ عَبْدٌ هَوًى يُضِلُّهُ، بِئْسَ الْعَبْدُ عَبْدٌ رَغَبٌ يُذِلُّهُ».

الدُّعَاءُ بِاسْمِ اللهِ تعالى الجَبَّارِ:

أيُّها الإخوة الكرام: لقد عَلَّمَنَا سَيِّدُنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وعَلَى آلِهِ وصَحْبِهِ وسَلَّمَ أَنْ نَدْعُوَ اللهَ تعالى بِاسْمِهِ الجَبَّارِ، روى الترمذي عَن ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُما، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وعَلَى آلِهِ وصَحْبِهِ وسَلَّمَ كَانَ يَقُولُ بَيْنَ السَّجْدَتَيْنِ: «اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي، وَارْحَمْنِي، وَاجْبُرْنِي، وَاهْدِنِي، وَارْزُقْنِي».

وروى الطَّبَرَانِيُّ في الكَبِيرِ عَنْ أَبِي أُمَامَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَالَ: مَا دَنَوْتُ مِنْ نَبِيِّكُمْ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وعَلَى آلِهِ وصَحْبِهِ وسَلَّمَ فِي صَلاةٍ مَكْتُوبَةٍ، أَوْ تَطَوُّعٍ إِلا سَمِعْتُهُ يَدْعُو بِهَؤُلاءِ الْكَلِمَاتِ الدَّعَوَاتِ، لا يَزِيدُ فِيهِنَّ وَلا يَنْقُصُ مِنْهُنَّ: «اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي ذُنُوبِي وَخَطَايَايَ، اللَّهُمَّ أَنْعِشْنِي، وَاجْبِرْنِي، وَاهْدِنِي لِصَالِحِ الأَعْمَالِ وَالأَخْلاقِ، فَإِنَّهُ لا يَهْدِي لِصَالِحِهَا، وَلا يَصْرِفُ سَيِّئَهَا إِلا أَنْتَ».

وروى النسائي عَنْ حُذَيْفَةَ  رَضِيَ اللهُ عَنهُ، أَنَّهُ صَلَّى مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وعَلَى آلِهِ وصَحْبِهِ وسَلَّمَ ذَاتَ لَيْلَةٍ، فَسَمِعَهُ حِينَ كَبَّرَ قَالَ: «اللهُ أَكْبَرُ ذَا الْجَبَرُوتِ وَالْمَلَكُوتِ وَالْكِبْرِيَاءِ وَالْعَظَمَةِ».

وَكَانَ يَقُولُ فِي رُكُوعِهِ: «سُبْحَانَ رَبِّيَ الْعَظِيمِ».

وَإِذَا رَفَعَ رَأْسَهُ مِن الرُّكُوعِ قَالَ: «لِرَبِّيَ الْحَمْدُ، لِرَبِّيَ الْحَمْدُ».

وَفِي سُجُودِهِ: «سُبْحَانَ رَبِّيَ الْأَعْلَى».

وَبَيْنَ السَّجْدَتَيْنِ: «رَبِّ اغْفِرْ لِي، رَبِّ اغْفِرْ لِي».

خاتِمَةٌ ـ نَسألُ اللهَ تعالى حُسنَ الخاتِمَةِ ـ:

أيُّها الإخوة الكرام: إذا عَرَفَ العَبدُ أَنَّ من أَسْمَاءِ اللهِ تعالى الجَبَّارَ، وأَيْقَنَ بِأَنَّ اللهَ تعالى يَدُكُّ رِقَابَ الجَبَابِرَةِ من الخَلْقِ، فَإِنَّهُ لا يَجْتَرِئُ أَنْ يَتَكَبَّرَ على أَحَدٍ من خَلْقِ اللهِ تعالى أَبَدَاً.

المُؤْمِنُ إذا عَرَفَ اللهَ تعالى أَنَّهُ هوَ الجَبَّارُ الذي يَقْصِمُ كُلَّ ظَالِمٍ، ويَرْحَمُ كُلَّ مَظْلُومٍ، وأَنَّهُ جَبَّارٌ على الظَّالِمِينَ، وجَبَّارٌ للمَظْلُومِينَ، جَبَّارُ على الأَقْوِيَاءِ، وجَبَّارٌ للضُّعَفَاءِ، جَبَّارٌ على المُتَكَبِّرِينَ، وجَبَّارٌ للمُتَذَلِّلِينَ، إذا عَرَفَ العَبدُ هذا، فَإِنَّهُ لا يَجْتَرِئُ على أَنْ يَكُونَ ظَالِمَاً يَعِيثُ في الأَرْضِ فَسَادَاً.

أيُّها الإخوة الكرام: إذا عَرَفَ العَبدُ المُؤْمِنُ بِأَنَّ اللهَ تعالى الجَبَّارَ يُمْهِلُ الظَّالِمَ ولا يُهْمِلُهُ، فَإِنَّ قَلْبَهُ يَرْتَاحُ، وخَاصَّةً إذا كَانَ مَظْلُومَاً، لأَنَّ اللهَ تَبَارَكَ وتعالى دَكَّ وقَصَمَ رِقَابَ الجَبَابِرَةِ، من هؤلاءِ الجَبَابِرَةِ الذينَ دَكَّ اللهُ رِقَابَهُم وقَصَمَهُم فِرْعَونُ الذي تَجَبَّرَ وتَكَبَّرَ، حَتَّى قَالَ مَا قَالَ، فَأَخَذَهُ اللهُ تعالى الجَبَّارُ المُنْتَقِمُ وقَهَرَهُ جَلَّتْ قُدْرَتُهُ، قَالَ تعالى: ﴿وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ وَجُنُودُهُ بَغْيَاً وَعَدْوَاً حَتَّى إِذَا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قَالَ آمَنْتُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ * آلْآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنْتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ * فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ عَنْ آيَاتِنَا لَغَافِلُونَ﴾.

أيُّها الإخوة الكرام: نِعْمَ الرَّبُّ رَبُّنَا الجَبَّارُ المُنْتَقِمُ لِعِبَادِهِ المُؤْمِنِينَ.

أَسْأَلُ اللهَ تعالى أَنْ يُدْخِلَ الفَرْحَةَ والسُّرُورَ إلى قُلُوبِ المُسْلِمِينَ بالانْتِقَامِ من كُلِّ ظَالِمٍ عَاثَ في الأَرْضِ فَسَادَاً. آمين.

**     **     **

تاريخ الكلمة:

 

الخميس: 8/رمضان /1435هـ، الموافق: 25/حزيران / 2015م